كشفت الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة، التي بدأت، أمس الجمعة، عن كارثة كبرى ودمار هائل، لا سيما في بلدات بيت حانون، وبيت لاهيا، وجباليا (شمالا)، وأحياء الرمال، وتل الهوى، والشيخ عجلين، ومحيط مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، بسبب الحرب الإسرائيلية المدمرة التي استمرت 49 يوماً قبل الهدنة، فيما أعرب الإعلام العبري عن خشيته مما سيكتشفه العالم من دمار مع بدء الهدنة، وتحدثت صحيفة «يديعوت أحرنوت» عن «كمين» وقعت فيه إسرائيل.
وعثر العائدون إلى أحيائهم ومنازلهم، على أعداد كبيرة من القتلى، والجثث المتحللة جراء بقائها أياماً في العراء من دون دفن. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر جثث القتلى متناثرة في الشوارع. كما تم تداول صور تظهر جثامين القتلى مكدّسة في المشفى الإندونيسي، شمال غزة، بعد الحصار الذي تعرض له من قبل الجيش الإسرائيلي، لعدة أيام، واقتحامه، وقصفه الغاشم على غزة.
وأعلن مسعفون عن انتشال جثث عشرات القتلى، فيما توزعت فرق عمال الإنقاذ لانتشال جثث ضحايا ومفقودين من تحت أنقاض المباني المدمرة، وفي الطرقات، التي كان يتعذر الوصول إليها جراء الهجمات الإسرائيلية
وبموازاة المشاهد المروّعة، أبدت وسائل إعلام إسرائيلية خشيتها من أنّ دخول الهدنة في غزة حيّز التنفيذ سيفضح حجم الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في القطاع. وتعبيراً عن هذه الخشية، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ هو أيضاً «دخول إسرائيل إلى كمين كبير»، مشيرة إلى أن العالم «سوف يُصدم»، بعد إدخال وسائل الإعلام الدولية، في إشارة إلى الحجم الهائل الذي سببه القصف الإسرائيلي
وسبق أن أعرب الإعلام الإسرائيلي عن القلق بشأن دخول المؤسسات الإعلامية الدولية إلى قطاع غزة، بما يتيح إظهار حجم الدمار والمجازر التي تسبّبت بها الحرب، بعد أن عمدت إسرائيل إلى إخفاء الحقائق عن العالم
وقبيل بدء سريان الهدنة، رأى موقع «والاه»، أن ثمن الصفقة «باهظ» بالنسبة إلى إسرائيل، مشيراً إلى أن «أمراً واحداً بات واضحاً»، وهو أن احتمال خروج إسرائيل بصورة نصر جلية «آخذ بالانخفاض». (وكالات)