ريم بن كرم: الشارقة حولت الحرفة إلى ركيزة اقتصادية تعكس الهوية وتمكّن المجتمع
“إرثي” قدّم نموذجاً عالمياً في تجديد التراث وتعزيز حضور الحرف الإماراتية في الساحة الدولية
- ينظم أكثر من 7 فعاليات دولية ومحلية في الشارقة، ولندن، وموسكو
- أكثر من 5 شراكات استراتيجية جديدة
- ورش عمل ومعارض دولية وجلسات نقاشية مع خبراء التصميم والثقافة الحرفية
- مجموعات إنتاج جديدة تجمع بين الجماليات التراثية والابتكار المعاصر
- أرسى منظومة عمل انطلقت من الشارقة ووصلت إلى 13 دولة حول العالم
- بلغ عدد الحرفيات ضمن شبكة إرثي 840 حرفية حتى مايو 2025
تحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مجلس إرثي للحِرف المعاصر، يحتفي مجلس إرثي للحرف المعاصرة، بمرور عشر سنوات على تأسيسه في العام 2015، حيث ينظم خلال العام الجاري سلسلة فعاليات وورش إبداعية، تجسد إنجازاته النوعية في تمكين المرأة الحرفية، وإحياء التراث اليدوي، وتقديمه للعالم برؤية عصرية تحافظ على جوهره الثقافي وتعزز حضوره الاقتصادي.

عقد من التمكين والنمو

جسّد مجلس “إرثي” رؤية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي في تأسيس اقتصاد إبداعي مستدام تقوده النساء، حيث أرسى المجلس منظومة متكاملة لتمكين الحرفيات، انطلقت من الشارقة لتصل إلى 13 دولة حول العالم. وبلغ عدد الحرفيات ضمن شبكة إرثي 840 حرفية، ما يعكس التوسع المتسارع في برامج التدريب والإنتاج، ونقل المهارات، والتبادل الثقافي.

وعمل المجلس، بقيادة سموها، على تطوير المهارات اليدوية المحلية وربطها بالتصميم العصري، من خلال خطوط إنتاج فنية مستوحاة من التراث الإماراتي مثل: “الطايف”، و”موي”، و”تيلاد”، و”ند”، و”سفَرة”، وغيرها، كما ساهم في تطوير الحرف من أدوات معيشية يومية إلى رموز فنية تحمل طابعاً ثقافياً وهوية وطنية.



نموذج عالمي في تجديد التراث

وبهذه المناسبة، أكدت سعادة ريم بن كرم، مدير عام المجلس، أن دعم الحرف اليدوية يمثل أحد أوجه النهضة الثقافية في دولة الإمارات، مشيرة إلى أن إمارة الشارقة نجحت في تحويل هذا القطاع إلى ركيزة اقتصادية واجتماعية تعكس هوية المجتمع وتُمكّن أفراده، لا سيما النساء، من الإسهام الفاعل في التنمية.


وأشارت بن كرم إلى أن مسيرة المجلس خلال العقد الماضي شكّلت نموذجاً عالمياً في تجديد التراث، وأسهمت في تعزيز حضور الحرف الإماراتية في المحافل الدولية، إلى جانب ترسيخ ثقافة محلية تعتبر الإبداع الحرفي مورداً وطنياً يعزز الهوية، ويخدم المجتمع، ويفتح آفاقاً تنموية للمرأة الإماراتية والقطاع الإبداعي ككل.

كما هنّأت بن كرم الحرفيات الإماراتيات على دورهن الحيوي ومساهمتهن القيّمة في ترسيخ مقومات الهوية الوطنية، مؤكدة أن جهودهن تمثل ركيزة أساسية في حفظ التراث ونقله إلى الأجيال القادمة. وأضافت: “منذ انطلاق مجلس إرثي قبل عشرة أعوام، بتوجيهات كريمة من سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، كانت أولويتنا أن نُعيد تقديم الحرفة بوصفها فرصة حقيقية للتمكين، خصوصاً للمرأة، وأن نُعيد للحرفيات موقعهن الطبيعي كمبدعات ومساهمات في التنمية؛ إيماناً بأن ما تقدّمه المرأة الحرفية لا يُقاس بقيمته المادية فقط، بل بدوره في إعادة صياغة العلاقة بين المجتمع وتراثه”.

احتفالات عام 2025: نحو مستقبل الحرف
ويواصل مجلس “إرثي” للحرف المعاصرة خلال العام الجاري إطلاق سلسلة من الفعاليات احتفاءً بالذكرى السنوية العاشرة، تشمل أكثر من 7 فعاليات دولية ومحلية في الشارقة، ولندن، وبازل، وموسكو، إلى جانب توقيع أكثر من 5 شراكات استراتيجية جديدة. وتشمل هذه الفعاليات ورش عمل تعليمية، ومعارض دولية، وجلسات نقاشية مع خبراء التصميم والثقافة الحرفية، إلى جانب إطلاق مجموعات إنتاج جديدة تجمع بين الجماليات التراثية والابتكار المعاصر.
الابتكار والاعتراف العالمي
وانطلاقاً من رؤية سمو الشيخة جواهر القاسمي، التي جعلت من الحرف وسيلة للحوار الثقافي مع العالم، رسّخ “إرثي” حضوره الدولي عبر شراكات مع دور تصميم ومؤسسات عالمية مثل بولغاري، وكارتييه، وديزاين ميامي، وأسبري، وأسهمت هذه الشراكات في تسليط الضوء على الحرف الإماراتية ضمن معارض مرموقة كـ”ميزون دي إكسبسيونز – باريس”، و”أسبوع لندن للتصميم”، و”أسبوع دبي للتصميم”، وغيرها من الفعاليات في موسكو، وشنغهاي، ميلانو، وساو باولو.
كما كان للمجلس دور محوري في ترشيح واختيار إمارة الشارقة مدينة مبدعة في مجال الحرف والفنون الشعبية من قبل منظمة اليونسكو عام 2019، بوصفها حاضنة لواحدة من أعرق الحرف الإماراتية “التلي”، ومركزاً عالمياً للابتكار في مجال الحرف المعاصرة.
نقل المعرفة وتوثيق التراث
وكرّس مجلس “إرثي” جهوده للحفاظ على الموروث الحرفي عبر توثيقه وإعادة تقديمه للأجيال بأسلوب عصري، فأنجز العديد من الأبحاث والإصدارات النوعية مثل “ألياف النخيل”، “صناعة الأصباغ الطبيعية”، “عطر”، “وصفات للمستقبل”، و”هندسة الثقافة”، ونظم أكثر من 60 ورشة عمل في عام 2024 وحده، استفاد منها قرابة 1400 مشارك ومشاركة.
وشملت برامج المجلس المجتمعية ورش التطريز الإماراتي، والفلسطيني، والأردني، والباكستاني، إلى جانب الحرف المحلية كالسفيفة والفروخة، التي مثلت مساحة لتبادل المهارات وتكامل الخبرات بين الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وآسيا. ولم تقتصر هذه البرامج على التدريب، بل أسهمت في نقل القيم الثقافية والقصص المتوارثة المرتبطة بالحرف إلى نطاق أوسع من الجمهور.
رؤية مستمرة… وأثر مستدام
ويُمثّل مرور عشرة أعوام على تأسيس مجلس إرثي محطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من التمكين والابتكار، حيث يواصل المجلس جهوده في دعم الحرفيات محلياً وعالمياً، وتعزيز الاستدامة في قطاع الحرف، واستكشاف آفاق جديدة لتطوير المهارات والأسواق.
ومع كل مبادرة ومجموعة جديدة، يؤكد “إرثي” التزامه بتجديد حضور الحرف التقليدية في الحياة المعاصرة، وتوسيع أثرها الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، ليظل التراث الحرفي الإماراتي حيّاً ومتجدداً، ومنارة تلهم الأجيال القادمة بالإبداع والاعتزاز بالهوية.
-انتهى-