كتب المحلل السياسي حمادة فراعنة

فصائل فلسطينية عديدة: الجبهة الديمقراطية، حزب الشعب، حركة فدا، حركة المبادرة، الجبهة الشعبية، والحزب الشيوعي، إضافة إلى تأييد التيار الديمقراطي من حركة فتح، وجبهة التحرير الفلسطينية والعربية والنضال الشعبي، وقعت على بيان مع عشرات المؤسسات الوطنية، والمجتمع المدني، طالبوا بوقف الصدام بين مقاتلي حماس والجهاد، في مواجهة أجهزة الأمن، بشكل معيب، من كليهما، بلا وازع من حس المسؤولية، يتقاتلون، وكلاهما فاقد الأولويات والبوصلة الوطنية، عاملين من أنفسهم «فرجة»، أمام قوات الاحتلال، يتقاتلون، وشعبهم في قطاع غزة يجوع، يتوجع، يتعرض للتصفية والقتل والدمار والإنهاك، وسيأتيهم الدور في مدن وقرى ومخيمات الضفة، بعد الانتهاء من قطاع غزة، لأن برامج المستعمرة، هي الاستفراد بالفصائل والتنظيمات واحدا بعد الآخر، منطقة بعد الأخرى، والكل طايح، فهم جميعاً في نظر مؤسسات المستعمرة والائتلاف الحكومي الحاكم برئاسة نتنياهو هُم من «الإرهابيين»، بمن فيهم رجال الأمن، الذين يختبأون تحت حجة الحفاظ على «القانون»، ورجال الفصائل الذين يتطاولون على رفاقهم تحت حجة «المقاومة»، كلاهما ينتحر، كل منهما ينحر رفيقه لصالح عدوه، في خدمة تطوعية تُغذيها أجهزة أمن المستعمرة من الموساد والشاباك وأمان.

سلوك من الطرفين، غير مشكورين عليه من قبل شعبهم، وقواه السياسية، والعقال بادروا وصاغوا بيانهم الوطني الجاد بهدف وقف مهزلة التصادم ووقف استنزاف قواهم ومكانتهم وكرامتهم أمام قوات الاحتلال.

تتعرى أكاذيبهم، تحت غطاء الحفاظ على الأمن وضد الخارجين عن القانون، والطرف الآخر يمارس «الولدنة» تحت حجة التمسك بخيار المقاومة، وكأن تجربة غزة لم تعلمهم بعد ما هو عدوهم وكيف يتصرف مع شعبهم، وكأن السابع من أكتوبر بلا رصيد من الوجع والدمار والخراب، وكلاهما يعمل على تدمير الذات، لصالح العدو الذي لا يرحم، فهم تحت مقصلة برنامجه التدريجي، بهدف تصفية الجميع، على التوالي، كل في وقته وحينه ودوره.

مبادرة «وفاق»، وفق تسمية المبادرين، مبادرة مجتمعية وطنية بهدف وقف الأحداث المؤسفة في جنين ومخيمها، التي تهدد، وفق البيان: «السلم الأهلي ووحدة النسيج الاجتماعي، وفي وقت تتصاعد فيه اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في مختلف أرجاء الوطن، من جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة إلى عمليات الضم والاستيطان وإرهاب المستوطنين في الضفة الفلسطينية والقدس، نجد أنفسنا أمام واجب وطني أخلاقي يستوجب التحرك العاجل لوضع حد لهذه الأزمة الداخلية التي تُضعف صمود شعبنا وتخدم الاحتلال، إن استمرار هذه الأوضاع يُهدد القيم التي قامت عليها نضالاتنا الوطنية، وفي مقدمتها الوحدة الوطنية والسلم الأهلي.

وانطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية والمجتمعية والحقوقية، تُطلق المؤسسات الأهلية والحقوقية والقوى السياسية والشخصيات الوطنية والمجتمعية والقطاع الخاص هذه المبادرة التي تحمل اسم «وفاق» بهدف احتواء الأزمة الراهنة، ووضع أسس لعلاقات وطنية متينة ومستدامة وتقوم المبادرة على المحاور التالية:

1- نزع فتيل الأزمة، 2- احترام القانون الفلسطيني، 3- المساءلة والمحاسبة، 4- الحق في المقاومة، 5- وقف التحريض الإعلامي، 6- دعوة للمسؤولية الوطنية».

مبادرة وفاق يجب أن تشكل الضمير الذي يحاكم الطرفين ويُنهي العبث القاتل الذي وقعوا فيه.

#انتهى #

لقد فاتك قراءة