أطباء أكاديميون: ترخيص المهن النفسية خطوة نحو خدمات أكثر موثوقية
أكد أطباء أكاديميون متخصصون في علم النفس أن ترخيص المهن النفسية يسهم في تعزيز موثوقية الخدمات وضمان تنظيمها وفق قوانين صارمة، مما يزيد ثقة المجتمع بها. وأوضحوا أن الإنتاج الإعلامي، من دراما وسينما وغيرها، يلعب دوراً مزدوجاً، إما في تعزيز الوعي أو في تكريس صور نمطية سلبية حول الأطباء النفسيين. وحذروا من انتشار العلوم غير الرسمية مثل العلاج بالطاقة، والتي قد تضلل المحتاجين للعلاج النفسي المتخصص، مشيرين إلى أن بعض الآلام الجسدية قد تكون ناتجة عن أسباب نفسية وليست عضوية.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان “الصحة النفسية مسؤولية مجتمعية”، خلال فعاليات اليوم الختامي من الدورة العاشرة لمؤتمر صحتي، الذي نظمته إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وتحدث في الجلسة كل من الدكتور حسين مسيح، خبير قطاع التمكين المجتمعي في هيئة تنمية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة، والدكتورة بنة يوسف بوزبون، مسؤول الصحة النفسية في مركز كنف بإدارة سلامة الطفل، والدكتورة رشا محمد عبد الرحمن، رئيسة قسم علم النفس في جامعة عجمان، وأدارها الدكتور جاسم المرزوقي، استشاري العلاج النفسي في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية.
ضوابط صارمة للعلاج النفسي
وفي حديثه خلال الجلسة، أكد الدكتور حسين مسيح أن أحد الأسباب الرئيسية في تعزيز الخدمات النفسية وموثوقيتها هو ترخيص المهن النفسية، مشيراً إلى أن السياسات التي تتبعها دولة الإمارات في هذا المجال تسهم في تقنين العيادات النفسية وضمان خضوعها لضوابط وقوانين صارمة، خاصةً أن العلاج النفسي يتطلب خصوصية عالية، وأن هذا المجال يعاني من وجود بعض الدخلاء الذين يسيئون إلى المهنة.
وتناول الدكتور حسين دور التفكير السليم في تعزيز الرفاه النفسي والحياتي والتعامل مع الضغوطات، كما أكد ضرورة التركيز على الشخص المعالج في العلاج النفسي، لافتاً إلى أن الذكاء العاطفي للطبيب النفسي يلعب دوراً حاسماً في نجاح عملية العلاج النفسي، إذ يؤثر بشكل كبير في بناء علاقة إنسانية مع المريض ويعزز من فعالية العلاج.
مشكلة الإعلام مع الأطباء النفسيين
بدورها، أعربت الدكتورة رشا محمد عبد الرحمن خلال مداخلتها عن تفاؤلها بمستقبل علم النفس، مشيرة إلى أن هناك وعياً متزايداً بهذا التخصص من طرفين: الجمهور الذي يدرك أهمية العلاج النفسي، والطلاب الذين يتجهون لاختيار هذا التخصص، مما ينبئ بمستقبل مؤثر وإيجابي لعلم النفس في المجتمع.
وأشارت الدكتورة رشا إلى أن الإعلام يلعب دوراً مزدوجاً في هذا الشأن، حيث يمكنه تعزيز الوعي أو تكريس الصور النمطية السلبية حول العاملين في القطاع النفسي، موضحة أن بعض أعمال الدراما والأفلام السينمائية تقدم صورة مغلوطة عن الأطباء النفسيين على أنهم شخصيات غير سوية أو غريبة. وبيّنت أن هذه الصورة الإعلامية المسيئة يجب تغييرها.
الأدوية النفسية تعالج الأعراض لا الأسباب
أما الدكتورة بنة يوسف بوزبون، فأكدت أن انتشار بعض العلوم غير الرسمية، مثل العلاج بالطاقة، وضعت الأفراد في حالة من الحيرة، مما دفع الكثير من المحتاجين لعلاج نفسي متخصص إلى اللجوء إلى هذه التخصصات الجديدة التي تتمتع بشهرة إعلامية، ولكنها ليست الوجهة الصحيحة التي يحتاجها الشخص. وحذرت من إنفاق المليارات على الأدوية النفسية، في حين أن العديد من المرضى ليسوا بحاجة إليها، بل إلى علاج نفسي سلوكي يعالج الأسباب وليس الأعراض.
وأوضحت الدكتورة بنة أن بعض الآلام الجسدية أساسها نفسي وليس عضوياً، مثل آلام المعدة والكتفين، حيث إن الدماغ هو المسؤول عن توليد هذه الآلام وليس العضو نفسه. وأشارت إلى وجود حالات يتم فيها تحويل المرضى الذين يعانون من آلام جسدية إلى الأطباء النفسيين؛ ولذلك فإن الطبيب النفسي يمكن أن يمثل طوق النجاة للناس في مختلف مراحل حياتهم، وهذا التخصص يخدم جميع التخصصات الطبية.
-انتهى-