عمل “جبال تامالبايس” للفنانة إيتيل عدنان
افتتحت مؤسسة الشارقة للفنون يوم أمس، المعرض الأشمل لمقتنياتها الفنية تحت عنوان «في قلب دولة أخرى: تصاعد مخيلة الشتات»، والذي يقام في المباني الفنية في ساحة المريجة ويستمر حتى 24 سبتمبر/ أيلول 2023.
يُنظم المعرض في الشارقة بعد أن استضافه متحف «ديشتورهالين» في مدينة هامبورغ الألمانية العام المنصرم، محتضناً النتاج الإبداعي لثلاثة أجيال من الفنانين الذين ينحدرون من دول شتات مختلفة، ويتأسس على ثلاثة فصول رئيسة تتضمن أكثر من 60 فناناً و150 عملاً جميعها من مقتنيات المؤسسة.
تجتمع هذه الأعمال المميزة وفنانوها في ربوع الشارقة، التي لطالما كانت على امتداد تاريخها منصة للتبادل والتفاعل بين الفنانين والمثقفين، وفضاءً حياً لإبداعهم، حيث تُعرض ضمن كوريغرافيا جديدة تمتد من عام 1935 إلى الوقت الحاضر، وتمضي بنا في رحلة من كولومبو إلى لندن، مروراً بالقاهرة وزنجبار، وصولاً إلى سفوح جبل تامالبايس في كاليفورنيا.
يستمد المعرض إلهامه من مذكرات الفنانة الراحلة إيتيل عدنان “في قلب دولة أخرى” (2004)، ويرسم مشاعر الانتماء والذكرى والعودة للوطن والعزلة عبر مجموعة من الأعمال التي تتجلّى من خلال حدود محتشدة، واقعية وخيالية على السواء، وتظهر سياسات المكان واللامكانية عن طريق أشكال فنية عديدة، بدءاً بالهياكل المعمارية الفسيفسائية لسلوى روضة شقير، مروراً بالتجريدية الحسية في لوحات أوغيت كالان، وصولاً إلى المنحوتات المعمارية المقوّسة لسونيا بالاسانيان، التي تعرض المؤسسة أعمالها للمرة الأولى. أما الفنان ماركوس غريغوريان الذي تتعدد تخصصاته أسوة بفنّه، فتلتقي أعماله الترابية مع لوحات آدم حنين على ورق البردي، ونجد بين هاتين المسيرتين البصريتين تمثيلات كثيرة لأجساد معاد تشكيلها، كما يظهر في البورتريهات الشخصية لكل من رشيد أرائين وآمال قناوي، اللذين تكشف صورهما المشبعة بالذكريات احتمالات تمييز الذات عن الآخر.
فيما تتجسد مسائل الوطنية والفضاء واللجوء في أعمال خليل التنديري المضيئة والمشاهد البحرية المزخرفة لمينام أبانغ، بحيث ينشأ عن تماهي تلك القصص مجتمعة رقصة حسية متناغمة تركّز على تقارب الانتماء من مخيلة الشتات الجمعية.
يأتي معرض “في قلب دولة أخرى” بوصفه سبيلاً إلى إعادة تخيّل عالم كان محتلاً في السابق، على غرار ما نراه في البورتريهات التي تصورتها هذه المجموعة المتنوعة من الفنانين، بحيث يصبح الوطن في نهاية المطاف مقترحاً لصيرورة دائمة التجدد بفعل التأويل والاستقصاء.
يصاحب المعرض كتاب مصور لجميع لأعماله، صادر عن متحف ديشتورهالين ودار سنويك للنشر. شارك في تأليفه وتحريره الدكتور عمر خليف، وكتب مقدمته كل من حور القاسمي وديرك لوكو، فيما جاءت الخاتمة بقلم نوار القاسمي.
وتضم قائمة فنانيه كلاً من: محمد عبد الرسول، باني عبيدي، عمر عدّه، إيتيل عدنان، نوفيرا أحمد، لطيف العاني، خليل التنديري، رشدي أنور، مينام أبانغ، رشيد أرائين، دانا عورتاني، سونيا بالاسانيان، ثريا البقصمي، لوثار بومغارتن، ريتشارد بيل، سميحة بيركسوي، هوما بهابها، أوغيت كالان، كامب، طوني شكر، سلوى روضة شقير، تيفاني شونغ، توماس ديماند، منير شهرودي فارمنفرمايان، سيمون فتّال، ميشاك غابا، ماركوس غريغوريان، أندرياس غورسكي، عباس حبيب الله، جوانا حاجي توما وخليل جريج، ركني حائر يزاده، آدم حنين، لبينا حميد، محمد أحمد إبراهيم، كمالا إبراهيم إسحق، هايف كهرمان، محمد كاظم، علي كاظم، آمال قناوي، عمر خيري، هيلين الخال، أنور خليفي، ديفيد كولوان، بيرتينا لوبيز، تالا مدني، مروان، إبراهيم مسعودة، أحمد مرسي، فرهاد مشيري، فاتح المدرّس، حامد ندا، عامر نور، نيكا أوبلاك وبريموز نوفاك، نام جون بايك، مايكل راكوفيتز، مروان رشماوي، إبراهيم الصلحي، موهان سامانت، منى السعودي، حسن شريف، أنور جلال شيمزا، أحمد شبرين، ليونيل ويندت، كمال يوسف، أكرم زعتري، فخر النسا زيد.
“في قلب دولة أخرى: تصاعد مخيلة الشتات” من تنظيم مؤسسة الشارقة للفنون ومتحف ديشتورهالين في هامبورغ، وهو من تقييم عمر خليف، مدير المقتنيات وقيّم أول في مؤسسة الشارقة للفنون.