هالة بدري: “معرض الخريجات” مساحة مُلهمة لإبراز الإبداعات المحلية
زارت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة”، “معرض الخريجات 2023” الذي نظمته كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد، في حي دبي للتصميم، ويستمر حتى 16 مايو الجاري، حيث تأتي هذه الزيارة في إطار دعم “دبي للثقافة” للمواهب المحلية الناشئة في شتى القطاعات الفنية والثقافية والتصميم.
واطلعت هالة بدري على مجموعة المشاريع المبتكرة التي عرضتها خريجات الكلية، وتوزعت على فئات الفنون البصرية، والرسوم المتحركة، والتصميم الجرافيكي، والتصميم الداخلي، حيث أشادت مدير عام الهيئة خلال جولتها التي رافقها فيها الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في “دبي للثقافة”، بما قدمته الخريجات من أفكار ومضامين خلاقة تعكس رؤاهن وتصوراتهن لمتطلبات المجتمع، ولفتت إلى أن المعرض يُعد مساحة ملهمة لإبراز إبداعات الخريجات، وما يتمتعن به من خبرة ومعرفة في قطاعات التصميم والفنون المتنوعة، منوهةً إلى أن معظم المشاريع تتناغم مع استراتيجيات ورؤى دبي الهادفة إلى تعزيز الاستدامة وخلق بيئة محفزة على الابتكار، ومؤكدةً حرص “دبي للثقافة” على دعم وتشجيع المواهب المحلية وتمكينها عبر تطوير وصقل مهاراتها المختلفة، حيث يأتي ذلك كجزء من مسؤولياتها تجاه القطاع الثقافي في الإمارة، وهو ما يتناغم مع رؤية دبي الهادفة إلى ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، ملتقى للمواهب.
وضم “معرض الخريجات 2023” تشكيلة واسعة من المشاريع التي جسدت قدرة طالبات كلية الفنون والصناعات الإبداعية على الابتكار، ومن بينها مشروع “تلي” للطالبة ميره جاسم التي قدمت فيه نموذجاً لخط فني مستلهماً من تطريز التلي بهدف استكشاف مدى قدرة الحرفة اليدوية على مواكبة التطور الحالي وملاءمتها مع الطباعة، فيما وجدت مريم علي في “الحناء” مصدر إلهام لها، مضيئة من خلال عملها على تاريخ الحناء وتصاميمها المختلفة، بينما عكست فاطمة محمد الشحي جماليات البيئة الإماراتية وما تتمتع به من زخارف وألوان عبر مشروعها “الأبواب”.
حلول جديدة
ومن خلال سلسلتها “تقدير اللحظات” دعت مريم الفلاسي الجمهور إلى تقدير اللحظات التي يقضونها مع أحبائهم، وسعت ميرة الجسمي ضمن مشروعها “هاي رمستنا” إلى تعليم المراهقين بعض مفردات اللهجة الإماراتية القديمة والأمثال الشعبية، بينما عرضت عائشة عدنان العبار مادتها المبتكرة من نفايات التمور، أما عائشة علي خليفة الزعبي فعملت من خلال مشروع “فخاري” على إيجاد حلول جديدة لمشكلة المياه الحارة التي تخرج من الصنابير في منطقة الخليج، معتمدة في ذلك على مبادئ الاستدامة واستخدام مواد صديقة للبيئة.
ومن خلال تجربتها الشخصية في تصميم الأزياء، ابتكرت فاطمة محمد الزرعوني تطبيق “البحث عن الأقمشة” لمساعدة مصممي الأزياء على اختيار الأقمشة التي تتناسب مع تصاميمهم، فيما عملت فاطمة حمد الجناحي عبر “الدبرة” على استكشاف وابتكار مواد جديدة من مخلفات الفاكهة والخضروات واستخدامها كمواد تغليف بديلة. في المقابل، تهدف آمنة المالك من خلال مشروع “إعادة تشكيل بقايا الطعام” إلى الحد من الإسراف في الطعام، وتمكين أفراد المجتمع من تصميم وصنع قطع أثاث فريدة تعتمد على مخلفات الطعام والأخشاب.
وبكل شغف عملت مارية البستكي عبر مشروعها “القصص التي لا ترحل عن الذاكرة” على توثيق قصص وذكريات من عاشوا في “حي الفهيدي التاريخي”، وقامت مارية بإنشاء منشور متكامل يوثق منازل الحي وما يرتبط بها من حكايات معتمدة في ذلك على أفراد عائلتها الذين عاشوا في المكان. من جانبها، ترى شما الهاجري صاحبة مشروع “الشيل والشبق” في المواد التي يصنع منها “البرقع” عناصر أساسية في التصميم وذلك بفضل لمعانها الخاص، وركزت من خلال عمليات البحث على معرفة نوعية المواد المستخدمة في صناعة وتصميم البرقع.
مكونات طبيعية
وتضمن “معرض الخريجات” أيضاً عمل “المستعمرة الميكروبية” للطالبة فاطمة خرباش التي تستكشف من خلاله أهمية التنوع الفطري والميكروبي في النظام البيئي، وتأثير التغير المناخي على التركيز الميكروبي في الأرض والمياه والهواء، فيما تعمل الطالبة فاطمة صالح عبدالله من خلال “رزنامة الأشهر الهجرية” على تعريف الأجيال الحالية والقادمة بالتاريخ والثقافة الإسلامية، في حين قدمت الطالبة روضة السليس عبر “لم شمل الأسرة” اقتراحات نوعية تتعلق بخلق مساحات متنوعة في الأماكن العامة لضمان خصوصية وراحة أفراد العائلة، واستعرضت الطالبة شما الرميثي في مشروعها “المداوي” فوائد استخدام المكونات الطبيعية بدلاً من الأدوية المخبرية، وقدمت تشكيلة من العلاجات البسيطة التي يمكن تحضيرها بسهولة داخل المنازل.
وتحت عنوان “نبتة – البطلة الإماراتية للأعشاب” أطلت الطالبة فاطمة جاسم بمشروعها المبتكر الذي تضيء فيه على أهمية الأعشاب وتأثيرها الإيجابي على الجسم، وقامت بتقديمها ضمن كتاب مطبوع يحتوي على العديد من الرسومات التوضيحية للتعريف بدور وأهمية “طب الأعشاب”، وعرضت الطالبة عوشة المهيري مشروعها “خشم” وهو عبارة عن مقال بصري يتناول علم وتكوين وجينات الأنف العربي، ومن خلاله تؤكد عوشة أهمية تقدير التكوينات الثقافية المتعلقة بالأنف باعتباره عنصراً متوارث وليس جزءاً من ملامح الوجه الاعتيادية.
وعبر “تجويد” قدمت مريم بالهول مجموعة قواعد تبين طرق النطق الصحيحة للآيات القرآنية، ما يساهم في فهم النص القرآني واكتشاف جماليات اللغة، بينما عملت الطالبة شيخة مبارك عبر “أقنعة في الضلال” على تمكين الجمهور من الحصول على المعرفة بطرق ممتعة، فيما طرحت شيماء المنصوري عبر سلسلة من الملصقات موضوع “عسر القراءة” لتكشف من خلالها عن أهمية الانتباه إلى هذه الظاهرة وعلاجها باستخدام اختبارات عسر القراءة ومساعدة المراكز المتخصصة في هذا الجانب.
يذكر أن معرض الخريجات 2023 يتضمن أيضاً العديد من المشاريع النوعية والمبتكرة والمستلهمة من البيئة الاجتماعية والثقافية ومنظومة التراث المحلي.