ساندرو كليوزو يصحب جمهور “الشارقة للرسوم المتحركة” في رحلة “من جنوب الحدود إلى ديزني وخارجها”
استمع الرسامون وفنانو تحريك الصور و”الأنيميشن” من جمهور الدورة الثانية من “مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة” إلى قصة الفنان ساندرو كليوزو، أحد أبرز أساطير تصميم شخصيات الرسوم المتحركة، خلال جلسة حوارية أدارتها رائدة الأعمال ومنتجة الرسوم المتحركة مونيا آرام، بعنوان “من جنوب الحدود إلى ديزني وخارجها”، استضافها المهرجان في يومه الختامي.
وروى الفنان البرازيلي قصة سفره من مسقط رأسه في مدينة ساو باولو إلى إيرلندا، مؤكداً أهمية العزيمة والإصرار وعدم الاستسلام: “قررتُ السفر في هذه الرحلة للعمل في استديو بإيرلندا، ودفعتُ تكاليف السفر بنفسي من مالي الخاص، ولم أكن أتحدثُ اللغة الإنجليزية بشكل جيد، ولم يعرف العاملون في الاستديو بقدومي، وعندما وصلتُ إلى الاستديو، طلبوا مني العودة إلى بلدي وإرسال سيرتي الفنية إليهم”.
وأضاف كليوزو: “عدتُ إليهم في اليوم التالي وحصلتُ على نفس الإجابة، لكنني لم أيأس وحافظتُ على الذهاب إليهم كل يوم، إلى أن جاء يوم شاهد فيه المدير أعمالي ووظّفني مباشرة، ولهذا يتوجب عليكم المحافظة على الثبات والعزيمة، وأن لا تستسلموا، وألا تقبلوا أول إجابة تحصلون عليها، بل الإصرار والمحاولة مرة تلو الأخرى”.
وشارك كليوزو عدداً من الصور والرسومات والمواقف الشيقة من مسيرته المهنية باستخدام القصص المصورة، ملهماً الحضور برحلته الاستثنائية المليئة بالإنجازات في عالم الرسوم المتحركة، وقال: “كنتُ طفلاً صغيراً أعيش في مدينة ساو باولو بالبرازيل، ولم يكن في هذه المدينة استديوهات للرسوم المتحركة، ولم يكن والداي يعرفان شيئاً عن هذه المهنة، فكيف استطاع طفل صغير يعيش في حي فقير من أحياء هذه المدينة النجاح والعمل لدى شركة ديزني وغيرها من كبرى شركات إنتاج الرسوم المتحركة؟ إذا نظرتُ اليوم إلى الماضي، يمكنني أن أرى كم كانت هذه الرحلة كبيرة ومدهشة، وأريد استخدام قصتي لأخبركم أنكم إذا عملتم بجد، يمكنكم النجاح”.
وأشار كليوزو إلى أن رحلته انطلقت في عام 1985 عندما كان في الـ15 من عمره، حين بدأ العمل في استديو صغير لإنتاج الإعلانات التلفزيونية، وبعد اكتساب الخبرة في العمل الإعلاني، انتقل إلى إيرلندا للعمل لدى المخرج العالمي دون بلوث، مخرج أفلام “حكاية أمريكية” ، و”سر نيم” و”أنستازيا”، وأمضى ستة أعوام في استديو بلوث، حيث عمل على عدد من الأفلام منها “أنستازيا”.
وتطرق كليوزو إلى التغيرات التي شهدها عالم الرسوم المتحركة بسبب التكنولوجيا: “تغيرت الأساليب والتقنيات كثيراً لأننا اليوم ننجز كل شيء رقمياً، وعندما بدأتُ مسيرتي المهنية كان العمل يدوياً، قبل عصر الإنترنت، وكنا نُصوّر باستخدام كاميرات الأفلام السلبية، واليوم معظم جوانب عملية إنتاج الرسوم المتحركة تتم بشكل رقمي، لكن المنهج يبقى نفسه، فمنهج تطوير الشخصيات وكأنها شخصيات حقيقية حية تتحرك ولديها هوية لم يتغير، لكننا لم نعد نستخدم الأوراق والأقلام”.
وعمل كليوزو مع شركة “دريم وركس”، و”دنكان” إلى جانب عدد من كبرى الاستديوهات، وتم تقدير موهبته الاستثنائية ومساهمته في صناعة الرسوم المتحركة، من خلال منحه جائزة “آني” عن الرسوم المتحركة في فيلم “عودة ماري بوبينز” من إنتاج “ديزني” عام 2018، واليوم يواصل كليوزو العمل في تحريك الصور وتصميم الشخصيات لدى أشهر استديوهات الرسوم المتحركة، والتي تشمل “نتفليكس” و”سوني” و”باراماونت” و”دي إن إي جي”.
-انتهى-